موضوع: الفرق بين التأويل والتفسير الإثنين يونيو 06, 2011 10:56 pm
الفرق بين التأويل والتفسير
وأنواع التفسير
تعريف التأويل :
تعريف التأويل: لغة: أوَّلَ الكلامَ وتأوَّله: دبّره وقدَّره ، و أوَّلَه وتأوّله: فسّره (1) .
واصطلاحاً: التأويل عند السلف له معنيان:
1- تفسير الكلام وبيان معناه سواء أوافق ظاهره أو خالفه .
2- هو نفس المراد بالكلام ؛ فإذا قيل طلعت الشمس فتأويل هذا هو نفس طلوعها(2).
الفرق بين التأويل والتفسير :
وقد ذكر الذهبي فروقاً بين التفسير والتأويل وهي:
1ً- قال أبو عبيدة وطائفة معه: التفسير والتأويل بمعنى واحد فهما مترادفان ، وهذا هو الشائع عند المتقدمين من علماء التفسير .
2ً- قال الراغب: التفسير أعم من التأويل ، وأكثر ما يستعمل التفسير في الألفاظ والتأويل في المعاني .
3ً- قال الماتريدي: التفسير القطع على أن المراد من اللفظ هذا ، والتأويل ترجيح أحد المحتملات بدون القطع
4ً- قال الثعلبي: التفسير بيان وضع اللفظ إما حقيقة أو مجازاً، والتأويل تفسير باطن اللفظ .
5ً- التفسير ما يتعلق بالرواية ، والتأويل ما يتعلق بالدراية .
6ً- التفسير هو بيان المعاني التي تستفاد من وضع العبارة والتأويل هو بيان المعاني التي تستفاد بطريق الإشارة (3) .
والنسبة بين هذه الأقوال الأربعة الأخيرة هي التباين (4) .
الترجيح بين الأقوال :
رجح الإمام الزركشي أن هناك فرقاً بين التأويل والتفسير وأنهما ليسا بمعنى واحد فقال: الصحيح تغايرهما (5) قال الذهبي: والذي تميل إليه النفس من هذه الأقوال هو أن التفسير ما كان راجعاً إلى الرواية والتأويل ما كان راجعاً إلى الدراية ، وذلك لأن التفسير معناه الكشف والبيان
والكشف عن مراد الله تعالى لا يجزم به إلا إذا ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عن بعض أصحابه الذين شهدوا نزول الوحي وعلموا ما أحاط به من حوادث ووقائع وخالطوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجعوا إليه فيما أشكل عليهم من معاني القرآن الكريم .
وأما التأويل فملحوظ فيه ترجيح أحد محتملات اللفظ بالدليل ، والترجيح يعتمد على الاجتهاد ويتوصل إليه بمعرفة مفردات الألفاظ ومدلولاتها في لغة العرب واستنباط المعاني من كل ذلك (6) .
سبب الاصطلاح في التفرقة بين التأويل والتفسير:
قال الزركشي: وكأن السبب في اصطلاح بعضهم على التفرقة بين التفسير والتأويل التمييز بين المنقول والمستنبط ، ليحمل على الاعتماد في المنقول وعلى النظر في المستنبط (7) .
سمات كلٍّ من التفسير والتأويل :
سمات التفسير:
1- أكثر استعمال التفسير في الألفاظ .
2- هدف التفسير معرفة مراد الله بطريقة القطع والجزم .
3- وظيفة التفسير بيان وضع اللفظ إما حقيقة أو مجازاً .
4- وظيفة التفسير بيان المعاني التي تستفاد من وضع العبارة.
5- التفسير يتعلق بالرواية .
سمات التأويل:
1- استعمال التأويل في المعاني .
2- منهج التأويل ترجيح أحد الاحتمالات بدون جزم .
3- غاية التأويل تفسير باطن اللفظ .
4- مهمة التأويل بيان المعاني التي تستفاد بطريق الإشارة .
5- التأويل يتعلق بالدراية .
فالتفسير يتعلق بالرواية ولا يقتصر عليها فقط قال الدكتور محمد فاروق النبهان:
بعض العلماء ذهب إلى أن التفسير مختص بالرواية ، والتأويل مختص بالدراية ولا أظن أن هذا الأمر يخضع لهذا المعيار إذ لا يمكننا اعتبار التفسير قاصراً على الرواية وخالياً من الدراية ؛ فهذا معنى يحمل بعض الانتقاص من مكانة العلماء الذين
عرفوا بالتفسير ولعل المعنى الأقرب في هذا المجال أن التفسير جهد خاضع لمعايير بيانية ، ولا بد في التفسير من رواية ودراية .
وإذا خلا التفسير من الدراية فقد خلا من قيمته البيانية والتوضيحية ، وإذا كانت الرواية كافية في مجال التفسير بالمأثور فإن التفسير بالرأي لا بد فيه من دراية واسعة .
أهم ضوابط التأويل:
أهم ضوابط التأويل ما يلي:
1- أن يكون المعنى مما يمكن استنباطه من النص ومما تدل عليه اللغة من دلالات ومعان .
2- أن يكون المؤول عالماً باللغة عارفاً قواعدها ملماً بمعاني الألفاظ .
3- استقامة المؤول وسلامة عقيدته .
4- أن يكون الحكم المستنبط عن طريق التأويل واضح الانسجام مع التصور القرآني العام في إقراره لمبادئ الإسلام وعقيدته مؤكداً القيم الإسلامية الثابتة ، لأنه إذا انتفت صلة التواصل والانتماء بين النص والتأويل انتفت شرعية ذلك التأويل ( .
أنواع التفسير بحسب :
أ- المصدر ب- الموضوع ج- كما قسمه سيدنا ابن عباس:
أ - بحسب المصدر:
1- تفسير القرآن بالقرآن ومنه قوله تعالى فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه(9) فسرتها الآية في سورة الأعراف وبينت ما هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه وهي قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين (10) .
ومن هذا النوع تفسير القراءات بعضها ببعض مثل يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله (11) فسرت السعي القراءة الثانية (فامضوا إلى ذكر الله) .
2- تفسير القرآن بالسنة والذي يرجع إلى كتب السنة يجد أنها قد أفردت للتفسير باباً من الأبواب تذكر فيها ما ورد من الأحاديث ومثال ذلك (إن المغضوب عليهم هم اليهود وإن الضالين هم النصارى ) (12) .
3- التفسير بالاجتهاد والاستنباط وهو ما صدر عن الصحابة أولا ثم التابعين ثم من بعدهم بالاستعانة باللغة وعادات العرب وأسباب النزول ومعرفة مقاصد الشريعة.
4- التفسير المعتمد على أهل الكتاب وكتبهم"الإسرائيليات" وهذا إنما كان مصدراً ضيقا ً محدودا ً(13) .
ب- الموضوع :
1- تفسير ألفاظ القرآن الكريم وكلماته مثل المفردات للأصبهاني(14).
2- الفقهي:الذي يعنى فيه بدراسة آيات الأحكام وبيان كيفية استنباط الأحكام منها(15)
3- الفلسفي: وذلك حسب الآراء الفلسفية أو نظرياتها كتفسير الفارابي.
4- اللغوي: وفي اصطلاح المعاصرين" التحليلي": الذي يتعلق بعلوم اللغة العربية في الإعراب والنحو والبيان كالكشاف للزمخشري.
5- التاريخي: وهو الذي عني مؤلفوه بالقصص وأخبار الأمم السابقة كتفسير الخازن.
6- الفرق: وهو الذي وضعه أصحاب الفرق والعقائد المتباينة محاولين تأويل كلام الله على حسب مذاهبهم كما فعل الزمخشري والجبائي وغيرهما (16) .
7- الإشاري : تأويل آيات القرآن الكريم على معنى غير ما يظهر منها بمقتضى إشارات خفية تظهر لأرباب السلوك ويمكن التطبيق بينها وبين الظواهر المرادة (17) وأهم كتبه تفسير القرآن للتستري ، عرائس البيان للشيرازي (18) .
8-الصوفي النظري : هو تفسير يخرج بالقرآن في الغالب عن هدفه الذي يرمي إليه (19) .
9- العلمي : الذي يرمي إلى جعل القرآن مشتملا ً على سائر العلوم ما جدّ منها وما يجدّ مثل تفسير الجواهر لطنطاوي جوهري (20) .
10- المنهجي: وهو ما يتبع فيه أصول التفسير وخطواته عند العلماء لكنه ينظم هذه الخطوات في فقرات منفصلة هكذا: أسباب النزول ، المفردات اللغوية ، البلاغة ... وأشهر كتبه التفسير الواضح للدكتور محمد محمود حجازي (21) .
11- الموضوعي: وهو تفسير يدرس القضايا بحسب دلالة الآيات القرآنية في القرآن كله أو بحسب مقصد سورة منه وأهم المؤلفات فيه: هدي القرآن إلى الحجة والبرهان للشيخ عبد الله سراج الدين (22) .
12- العام: وهو تفسير يعرض مقاصد الآيات ومعانيها دون دخول في تفاصيل المفردات وجزئيات المعنى ولعل أهم ما صنف فيه تفسير القرآن الكريم للشيخ محمود شلتوت (23) .
13- التناسب: وهو ما عني المؤلفون فيه بترابط الآيات والسور بعضها مع بعض كتفسير نظم الدرر للبقاعي
ج- كما قسمه سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما:
وقسم سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما التفسير إلى أربعة أقسام فقال:
التفسير أربعة حلال وحرام لا يعذر أحد بجهالته وتفسير تفسره العرب بألسنتها وتفسير تفسره العلماء وتفسير لا يعلمه إلا الله (24)
مرجع أنواع التفسير إلى نوعين: بالمأثور وبالرأي :
وترجع أنواع التفسير المتقدمة إلى نوعين ( وهذا ما استقر عليه المتأخرون وساروا على منواله):
1- التفسير بالمأثور: ويشمل ما جاء في القرآن نفسه من البيان والتفصيل وما نقل عن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه .
واختلف في ما نقل عن التابعين هل يعتبر تفسيراً بالمأثور أو الرأي ؟
وأهم كتب التفسير بالمأثور جامع البيان للطبري ، الجواهر الحسان للثعالبي ، والدر المنثور للسيوطي (25) .
2- التفسير بالرأي: هو تفسير القرآن بالاجتهاد اعتماداً على الأدوات التي يحتاج إليها المفسر ، وسيأتي الحديث عنها تباعاً إن شاء الله تعالى .