لؤلؤة البيت عضوة نشيطة
رقم العضوية : 4 عدد المساهمات : 67 تاريخ التسجيل : 09/11/2010
| موضوع: بمولده ولدت الحياة عليه الصلاة والسلام السبت يوليو 02, 2011 8:32 pm | |
|
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله
لما أطل محمد زكت الربا واخضر في البستان كل هشيم
وكان من المبشرات بميلاد الحياة ما صادف مولد المصطفى صلـى الله عليه وسلم إهلاك أصحاب الفيل بشرى بإهلاك الطاغوت والطغاة وولادة لفجر العدالة والحياة , كما أن في إهلاك أصحاب الفيل اجتماعاً لكلمة قريش وتوحدها , ولذا أنزل الله تعالى بعد سورة الفيل سورة قريش بياناً لسبب من أسباب إهلاك أصحاب الفيل وهو أنه لتأتلف قريش ومن بعد ذلك كله ذكّر قريشاً بنعمتين عظيمتين الأولى أن أطعمهم من جوع. وتمثل ذلك في رحلة الشتاء ورحلة الصيف, والثانية أن آمنهم من خوف وهنا كلمة خوف جاءت نكرة دالة على العموم فيدخل في ذلك كل خوف ألمَّ بهم فأمنوا منه كما في قصة أصحاب الفيل وأبرهة الأشرم أو خوف يحدث لهم بعد ذلك ظاهراً كبعثة محمد صلـى الله عليه وسلم وإنما هو رحمة وأمن وأمان واطمئنان لهم ظاهراً وباطناً حينما يظهره الله تعالى كما أهلك الله أصحاب الفيل كي تتعلق القلوب برب البيت الذي أهلك الطغاة وكيف يكون شكرهم له .
ومما كان ممهداً لدعوة الإيمان التي حملها صلى الله عليه وسلم ما رُوِي عن البخاري عن عائشة رضـي الله عنها قالت: كان يوم بعاث يوماً قدمه الله لرسوله فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم- وقد افترق ملؤهم, وقتلت سرواتهم وجرِّحوا فقدمه الله لرسوله - صلى الله عليه وسلم – في دخولهم الإسلام "ثم تلى ذلك اجتماع النفوس على نصر المظلوم ورد الفضول على أهلها وبه سمي الحلف وفيه انتصار للعدالة وإن كان ذلك على نطاق ضيق. ولا شك أن العدل قيمة مطلقة وليست نسبية وأن الرسول - صلى الله عليه وسلم–يظهر اعتزازه بالمشاركة في تعزيز مبدأ العدل قبل بعثته بعقدين وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم- عن ذلك الحلف : " شهدت حلف المطيبين مع عمومتي وأنا غلام فما أحب أن لي حمر النعم وأني أنكثه "وسماه المطيبين لأن العشائر التي عقدت حلف المطيبين هي التي عقدت حلف الفضول وإنما كان حلف المطيبين قبل ميلاد محمد - صلى الله عليه وسلم- بعد وفاة جده قصي ,وما كان ممهداً له - صلى الله عليه وسلم – في ذاته الخلوة والتعبد وهي من أهم سمات العظماء قالت عائشة رضي الله عنها : " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يتحنث في غار حراء الليالي أولات العدد قبل أن يرجع إلى أهله ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى فاجأه الحق وهو في غار حراء."
ومع بشريته وإعلانه بإعلان القرآن الكريم كان آية على علو منزلته ورفيع قدره فما أصدقه ! وما عرفت مكة أميناً كأمانته فلما أظهره الله تعالى بالحق الذي معه لم يكن عندهم ظاهر لذلك.
لقبتموه أمين القوم في صغر وما الأمين على قول بمتهم
وإذا كان الحب أسمى العلاقات وأرقها وأبقاها للبر وأوفاه وأي سعادة تكون إذا كان الحب لله وللرسول فإذا تعلق قلب العبد بالله ورسوله أحب كل ما يقرب إلى الله ويزيده تعلقاً فلا حب يوازي ذلك الحب .
* قال مصعب بن عبد الله كان مالك إذا ذكر النبي - صلـى الله عليه وسلم- يتغير لونه وينحني حتى يصعب ذلك على جلسائه فقيل له يوماً ذلك فقال: " لو رأيتم ما رأيت لما أنكرتم علي ما ترون " . *وذكر مالك عن محمد بن المنكدر وكان سيد القراء : لا نكاد نسأله عن حديث أبداً إلا يبكي حتى نرحمه ولقد كنت أرى جعفر بن محمد وكان كثير الدعابة والتبسم فإذا ذكر عنده النبي - صلـى الله عليه وسلم- اصفر لونه وما رأيته يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إلا على طهارة. * وكان الحسن رحمه الله إذا ذكر حديث حنين الجذع وبكائه يقول يا معشر المسلمين الخشبة تحن إلى الرسول - صلـى الله عليه وسلم- شوقاً إلى لقائه فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه . * وكان عبد الرحمن بن القاسم يذكر النبي - صلـى الله عليه وسلم- فينظر إلى لونه كأنه نزف منه الدم وقد جف لسانه في فمه هيبة لرسول الله - صلـى الله عليه وسلم - ولقد كنت آتي عامر بن عبد الله بن الزبير فإذا ذكر النبي - صلـى الله عليه وسلم- بكى حتى لا يبقى في عينه دموع . * وبلغ معاوية أن كابس بن ربيعة يشبه برسول الله - صلـى الله عليه وسلم- فلما دخل عليه من باب الدار قام عن سريره وتلقاه وقبل بين عينيه.
أين نحن اليوم من سيرتهم في حبهم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟ وأين حالنا من حالهم ؟ وما أثر الحب عندنا .؟ وما أثره عندهم ؟ وما صدق ما ندعي وما صدق ما لم يدعوه؟ وما دلائل هذه المحبة؟ إلا صادقاً يترجم المحبة قولاً وعملاً وغيرة لمحبة المصطفى - صلى الله عليه وسلم- في زمان استنسرت فيه الفتن وزادت المناكفات بين الإخوة والأشقاء واشتغل الأكثرون بالحطام من المهن, وغاب عنا الحب ونسينا الواجبات فكانت من أحاديث الذكريات في عصر تجلى فيه الإعلام بالجفاء في العدول عن سيرته وواقعه وأعماله لرموز آخرين من عظماء الشرق والغرب كما يسمون سواء أكانوا في القيادة السياسية أو العسكرية أو في الفكر والأدب والأخلاق , والأدهى من ذلك مقارنة هؤلاء بأقوال النبي- صلى الله عليه وسلم – وعرضها على العموم والعامة أليس هذا نكس ونقص : " إن هو إلا وحي يوحى " ( النجم : 4)
************************ اللهم صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه
| |
|